بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
برزت مكانة أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) على لسان أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، فعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه قال وهو يستشرف منزلتهم "مصارعُ عشّاقٍ شهداء لا يسبقهم من كان قبلَهم، ولا يلحقُهم مَن بعدَهم".
وها هو الإمام الحسين (عليه السلام) يقول لهم: ".. فإنّي لا أعلمُ أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي".وتردّدُ الزيارةُ المنسوبة إلى الناحيةِ المقدّسة نفس المعنى بالتسليم عليهم بـ "السلام عليكم يا خيرَ أنصار".
صفاتهم:
وما كانت هذه المكانةُ العظيمة لهم إلاّ لتضحياتِهم الكبيرة المنبعثة من إخلاصِهِم لله تعالى وعشقِهم لوليّه الكاملِ أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) مع ما استجمعوه من صفاتٍ جليلةٍ حريٌّ بنا أن نَمتثلها لنقول صادقين بقولنا "يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً". وها هي بعض صفاتهم:
المحافظة على وقت الصلاة:
فقد ورد أنّ الصائديّ نظرَ في السماء وأخذ يقلّب وجهَه ثم توجّه نحو الإمام الحسين (عليه السلام) وقال: "نفسي لنفسِك الفداء أرى هؤلاءِ قد اقتربوا منك، والله لا تُقتل حتى أُقتل معك، وأحبّ أن ألقى ربّي، وقد صلّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتُها " فأجابه(عليه السلام): "ذكرت الصلاةَ جعلكَ الله من المصلّين الذاكرين وأقاموا الصلاة".
الصبر:ففي الزيارة المنسوبة للناحية المقدّسة: "السلام عليكم بما صبرتم فنِعْمَ عقبى الدار".
الاستبشار بلقاء الله:فبعد أن أخبرهم الإمام الحسين (عليه السلام) بأنّهم سيُقتلون قالوا بأجمعهم: "الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرّفنا بالقتل معك، أولا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول الله". وها هو برير يجيب من تعجّب من فرحته قائلاً: "لكنّني مستبشر بما نحن لاقون".
التفاني في الولاء لإمامهم:
وهذا ما يظهر من مواقفهم المتعدّدة منها ما قاله سعيد بن عبد الله الحنفي مخاطباً الإمام الحسين (عليه السلام ): "والله لا نخليك حتى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، أما والله لو علمت أنّي أُقتل، ثمّ أُحيا، ثمّ أُحرق حياً، ثمّ أُذرّى، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها".
وفعلاً صدق سعيد فيما قاله حينما استشهد وهو يدافع بنفسه عن الإمام الحسين أثناء أدائه للصلاة